لقد تابعتُ التطورات منذ حلقة رفاعي أرايز التلفزيونية وأجدُ من الضروري أن أضم صوتي إلى النقاش الدائر
بعد أن أمضيتُ أكثرمن عقدين في مجال البث والاتصال، شمل ذلك العمل في غرف الأخبار، والتدريس الأكاديمي، والعمل الميداني، والإنتاج الإعلامي
لا أتحدث كمراقب بل كممارس مُتمرس مُستندًا إلى النظرية والخبرة
درستُ الاتصال الجماهيري والاتصال التنموي والاتصال المُغيّراجتماعيًا وسلوكيًا، وقد شكّلت جميعها فهمي للاحترافية في المجال الإعلامي
من هو المذيع أو الصحفي الحقيقي؟
في السنوات الأخيرة، امتلأ الفضاء الإعلامي النيجيري بأفراد، وإن كانوا يُغطون أو يكتبون أو يُقدّمون البرامج لا يُمكن وصفهم بحقّ بالصحفيين أو المذيعين
إنّ مجرد امتلاك ميكروفون أو الكتابة لمنشورلا يجعل المرء مُراسلًا محترفًا
يتميّزالمذيع الحقيقي بالتدريب والممارسة والأخلاق، وهي ثلاثة ركائز أساسية يجب أن تتجلى في السلوك والتقديم واحترام المهنة
الميكروفون ليس سلاحًا
الميكروفون رمزٌ للثقة. إنه أداةٌ للخدمة، وليس أداةً للترهيب أو الغطرسة
للأسف، يتصرف الكثيرمن المذيعين اليوم كما لو أن منصتهم تمنحهم سلطةً قضائية
يجب على المذيع الإعلامي ألا يُقلّل من شأن الضيف أو يردّ على الاستفزاز بالشتائم
الاستوديو ليس قاعة محكمة؛ إنه مساحةٌ للحوار والوضوح والتنوير
يجب على المذيع المُدرّب أن يتحلّى بالتواضع وضبط النفس ورباطة الجأش، خالقًا جوًا من الاحترام لجميع المشاركين
الاحترافية انعكاس للشخصية
مؤخرًا، استمعتُ إلى صديقة على الهواء تُعاني من صعوبة في تقديم الأخبار الأساسية. ومن باب الحرص المهني، قدّمتُ لها ملاحظاتٍ بنّاءة
كان ردّها، احتفظ بنصيحتك لنفسك، صادمًا وكاشفًا في آنٍ واحد
لقد عبّرهذا الردّ بوضوحٍ عن تراجع ثقافة الإرشاد والتعلّم والتواضع في هذا المجال
مهنة الإعلام مبنية على التحسين المستمرّ والرغبة في التعلّم
عندما يحل الكبرياء محلّ الانضباط، ويحلّ الغطرسة محلّ الاحترافية، تُعاني موجات البثّ
نداءٌ إلى هيئة الإذاعة الوطنية والقطاع
يجب على هيئة الإذاعة الوطنية أن تتحرّك بحزمٍ لاستعادة الكرامة واللياقة اللتين ميّزتا تراث البثّ النيجيريّ
لا ينبغي أبدًا الاحتفاء بالهفوات الأخلاقية والسلوك غيرالمهنيّ أو التسامح معه
يجب أن تُصبح موجات البثّ لدينا منصّاتٍ للتنوير والكياسة وثقة الجمهورلا ساحاتٍ لاستعراض الأنا أو اللصوصية الفكرية
لقد حان الوقت للممارسين والهيئات التنظيمية والمؤسسات لإعادة الالتزام بالقيم التي جعلت من البث النيجيري نموذجًا للتميز في جميع أنحاء أفريقيا
الخلاصة
لا يُقاس المذيع الحقيقي بالبلاغة أو الجرأة فحسب، بل بالشخصية والأخلاق والذكاء العاطفي
يحمل الميكروفون قوة، لكن هذه القوة يجب أن تخدم الجمهوردائمًا، لا الأنا
About the Author
