إنه حلمٌ تحقق لكلٍّ من نيجيريا وتنزانيا مع الإطلاق التاريخي لرحلة جوية مباشرة من دارالسلام إلى لاغوس
إنجازٌتاريخي
يتجاوزهذا الإنجازكونه راحةً للمسافرين، بل هوخطوةٌ استراتيجيةٌ يُتوقع أن تُعززالتجارة والسياحة والتبادل الثقافي، وتُقرّب المسافات الجغرافية وتُعمّق العلاقات في مجال الطيران
في الشهرالماضي فقط، منحت نيجيريا شركة طيران تنزانيا المحدودة تصريحًا لتشغيل شركة طيران أجنبية بعد أن استوفت الشركة بنجاح جميع المتطلبات التنظيمية لهيئة الطيران المدني النيجيرية، وقد مهّدت هذه الموافقة الطريقَ نحو تحقيق إنجازٍ تاريخي
في يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، غادرت الرحلة دارالسلام الساعة 8:30 مساءً بالتوقيت المحلي، وهبطت في لاغوس في تمام الساعة 11:59 مساءً رحلةٌ سلسةٌ استغرقت 6 ساعات، قطعت خلالها 4100 كيلومتر
كانت تجربةً جديدةً كليًا للمسافرين
في السابق كان السفر بين نيجيريا وتنزانيا يستغرق ما بين 10 و12 ساعة، غالبًا مع توقف مؤقت في نيروبي أو أديس أبابا أو دبي أو حتى أبوظبي. لم تُطيل هذه الرحلات الطويلة وقت السفر فحسب، بل زادت التكاليف أيضًا
أحدثت الرحلات المباشرة تغييرًا جذريًا في مفهوم السفر – فهي سريعة وسلسة وموفرة للتكاليف
قيمة مضافة
تتجاوزالفوائد مجرد الراحة. فمن المتوقع أن تجذب الدولتان المزيد من الاستثمارالأجنبي المباشر، وتعززان حركة السياحة، وتوطدان الروابط الثقافية، وتوسعان صناعتي الطيران فيهما
بالنسبة لشركة طيران تنزانيا، تُمثل هذه الاتفاقية أيضًا فرصة لتعميق حضورها الإقليمي
بالنسبة لنيجيريا، تتوافق هذه الاتفاقية تمامًا مع أجندة الأمل المتجدد الحكومية، وهي التزام بتوسيع شراكات الطيران وتقوية الروابط بين الدول الأفريقية
في الواقع، يربط هذا الممر الجديد مباشرةً بين جماعة شرق أفريقيا والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا
كما أنه يتوافق مع منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تسعى إلى جعل أفريقيا أكثر ترابطًا وتنافسية واعتمادًا على الذات
لا تزال التجارة بين نيجيريا وتنزانيا متواضعة في الوقت الحالي، لكنها تنمو باطراد
استغلال فرص جديدة
ومع ذلك لكي يحقق هذا المسارمكاسب طويلة الأجل، يرى خبراء الصناعة أنه ينبغي على تنزانيا أن تسعى جاهدة لتخفيف بعض القيود المفروضة على 15 قطاعًا تجاريًا صغيرًا لتمكين رواد الأعمال النيجيريين من اغتنام فرص جديدة. كما يؤكدون على الحاجة إلى مطارات حديثة، ومراقبة جوية متطورة، ومناولة شحن فعالة
مع هذا الرابط الجوي الجديد، تتاح لكلا البلدين فرصة ذهبية لتعزيز روابطهما الاقتصادية والدبلوماسية، شريطة الوفاء بالتزاماتهما في إطارمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية
لذا فإن الرحلة المباشرة لا تهدف فقط إلى توفيرالوقت في الجوبل إلى تشكيل حقبة جديدة من التواصل الأفريقي
